الخميس، 29 أغسطس 2013

نظرة شرعية غير مشروعة !!



رغم احترامي لمختلف العادات والتقاليد الاجتماعية التي كان منشؤها ثقافة ما , أياً كانت , وكان لها مبرراتها التاريخية التي صنعتها , إلا أن ما هو غير محترم هو أن يتم تفسير تلك العادات بمنظور شرعي وإلباسه لباس الدين , خاصة وأن هذا الدين مشترك جمعي بين كثير من الثقافات مما لا يجوز معه اختزال كل هذا الفضاء الديني الشمولي في مذهب واحد أو ثقافة واحدة أوعادات منطقة ما , والانطلاق في تفسير هذا الدين وبناء تصوراته من خلال محددات المذهب والعادات والثقافة الاجتماعية المعنية .

لو نأت مثلا على ظاهرة عدم اعتبار النظرة الشرعية في الزواج عند بعض القبائل في الجزيرة العربية , وكما قلت سابقاً إنني أحترم كل العادات , حتى العادات البوذية , طالما كانت ثقافة إنسانية فتحترم من أجل الإنسان نفسه , فأقول : إن ظاهرة عدم اعتبار النظرة الشرعية وإلغاؤها برغم شرعيتها الدينية يطرح أمامنا عدة أسئلة افتراضية ستطفو فوراً :

-        هل المجتمع – أو بعض فئاته – يعتقدون فعلاً أنهم على منهج ( السلف الصالح ) ؟ وكيف يكون على ذلك المنهج من يخالفه صراحة لمصلحة عادة اجتماعية لم يستطع التغلب عليها ؟؟

-        أين مسؤولية التيار الديني الذي كان يقول بوجود مظاهر للشرك في الجزيرة العربية , وبصرف النظر عن صحة هذا الادعاء , ولكن ماذا عن مظاهر الخطأ في الشأن الاجتماعي , لماذا لم تصلح , ولماذا لم يتم التوجه لها بالاحتساب والإنكار ؟
-        ألم يحن الوقت لأن يراجع المجتمع نفسه وثقافته بعد أن وصلت نسب الطلاق إلى 60% من مجموع الزيجات التي تتم في العام الواحد ؟
-        هل ستستمر الأجيال القادمة في إعادة إنتاج نفس الثقافة أم أن زمن التغيير سيجرف الكثير من المعتقدات مع سنة التغيير الكونية ؟

هناك الكثير من الأسئلة تطرح نفسها في مواجهة ثقافة باتت عبئاً كبيراً ومصدر قلق اجتماعي كبير جداً .. ولست هنا في مقام الوعظ بالتذكير بمبدأ ديني معين , إنما راصد لحركة تغلغل ثقافي غلب على الدين الذي أصبح يُحمّل وزر كل انحراف من العادات الاجتماعية المؤرقة والتي أصبحت تشكل أمراضاً اجتماعية لم يجرؤ أحد بعد على محاولة علاجها !!

خاتمة *

متى يكون هناك وعظ حضاري بنّاء , يستهدف بناء الذات المتحضرة الفعالة ؟؟