السبت، 4 يناير 2014

وزارة التعليم تحتاج إلى أكثر من وزير !!



إن التعليم اليوم أصبح له جذوره المجتمعية التي تتحكم بها جملة من المؤثرات في الإعلام والمساجد ومنابر الخطب وفعاليات الحياة العامة , ولم يعد شأناً أكاديمياً منغلقاً ومنعزلاً عن مؤثرات الواقع .

إن إزالة ركام من تغلغل منظومة التشدد والإقصاء ورفض الآخرين وتزكية الذات في مخرجات سيئة للغاية هو أمر في غاية الصعوبة . وقد استمر بعضهم في التشاؤم حتى بعد تعيين الأمير خالد الفيصل بقولهم إنه لن ينجح لأن الوضع أصعب من أن يعالج ,والدليل فشل ثلاثة وزراء قبله في عمل أي شيء !

والحقيقة إن الوضع مختلف نوعاً ما مع خالد الفيصل , فالوزراء الثلاثة السابقون جاؤوا من خلفيات أكاديمية أو عسكرية , بمعنى أنهم غير مدربين ( سياسياً ) إلا أن الوضع يختلف مع خالد الفيصل الذي أمضى أكثر من أربعين عاماً في الإدارة السياسية التي كان لها مخرجات فكرية ناجحة على الصعيد الثقافي , خبر فيها منظومة التشدد وعايشها واقعاً وإدارةً وتعامل مع تداعياتها .

لهذا فخالد الفيصل يختلف كونه جاء من تلك الخلفية التي تعرف خبايا التعمق التنظيمي الحركي وسبق له التعامل معها . إلا أنه يحتاج – وبكل صراحة – إلى وزراء معاونين وليس فقط موظفين مخلصين , يحتاج إلى وزراء : الإعلام , والشؤون الإسلامية , والتعليم العالي ,وأكثر . يحتاج إلى كل هؤلاء بما يشرفون عليه من قنوات ( تمرير ) تباشر وعي المجتمع وتخلق ثقافته !

لا يزال مشروع الملك عبدالله للإصلاح يسير ببطء وحذر , وهذا مفهوم في الواقع السوسيولوجي للحالة السعودية , إلا أن المؤسف هو أن العملية الإصلاحية تسير بنوع من الإعاقة وتتلقى أحيانا الكثير من الصفعات التي تردّها في بعض الأحيان إلى المربع الأول . وهذا يجب أن ينتهي , من أجل تحقيق مخرجات أفضل .


من المتعارف عليه أن عملية الترميم أكثر صعوبة من عملية البناء نفسها , فعملية البناء سهلة كونها تتحرك بشكل حر من الصفر . أما الترميم فهو إجراء تعديلات محكومة بمعطيات الواقع وقوانينه . ونفس الكلام ينطبق على أي عملية ترميم ( سياسية , اقتصادية , ثقافية , تربوية ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق